كشفت دراسة حديثة أجرتها منصة كراكن "Kraken" لتداول العملات الرقمية عن تحول ملحوظ في نظرة الجمهور إلى العملات الرقمية، حيث يرى أكثر من نصف المشاركين، وخاصةً من الفئة العمرية بين 30 و 60 عامًا، أن لها استخدامات عملية تتجاوز مجرد المضاربة.
هذا التحول يشير إلى تغير في المفاهيم القديمة التي كانت تربط العملات المشفرة بالمضاربة البحتة وعدم وجود قيمة حقيقية لها في العالم الحقيقي.
تباين وجهات النظر بين الأجيال حول جدوى العملات الرقمية
الدراسة، التي نشرت نتائجها على موقع كراكن، سلطت الضوء على الاختلافات الرئيسية بين الفئات العمرية المختلفة فيما يتعلق بإدراكهم لقيمة العملات الرقمية.
فقد أظهرت النتائج أن الفئة العمرية بين 45 و 60 عامًا (جيل X) هي الأكثر إدراكًا لقيمة العملات الرقمية كتقنية عملية. حيث بلغت نسبة المؤيدين لذلك 63%.
وتليها الفئة العمرية بين 30 و 44 عامًا بنسبة 55%، ما يعكس تزايد الثقة بإمكانات هذه التقنية لدى هذه الفئات.
بالمقابل، أبدت الفئتان العمريتان الأصغر (18-29 عامًا) والأكبر (60 عامًا فأكثر) تحفظًا أكبر بشأن الفائدة العملية للعملات المشفرة. حيث عبرت نسبة كبيرة منهما عن عدم يقينها بشأن هذه القيمة بنسبة 31% و 27% على التوالي.
قد يعزى هذا التردد لدى الشباب إلى صعوبة فهم التعقيدات التقنية للعملات الرقمية وكيفية دمجها في خططهم المالية طويلة الأجل. أما بالنسبة لكبار السن، فقد يعود ذلك إلى قلة الاطلاع على هذه التقنية الجديدة.
وتشير النتائج إلى أن المستثمرين من جيل X أي المولودين بين منتصف الستينيات إلى أوائل الثمانينيات (1965-1980). ، الذين شهدوا أوجه قصور النظام المالي التقليدي عبر مراحل حياتهم. يقودون تحولًا عالميًا في الاعتراف بالقيمة التي تجلبها العملات المشفرةللاقتصاد العالمي.
هذا الجيل، الذي عاصر الأزمات المالية المتتالية، يبدو أكثر استعدادًا لتبني بدائل جديدة للنظام المالي القائم.
القيمة الحقيقية للعملات المشفرة تتجاوز المفاهيم الخاطئة
كما تطرقت الدراسة إلى مفهوم خاطئ شائع حول افتقار العملات الرقمية للقيمة الجوهرية لعدم ارتباطها بأصول مادية أو حكومات. إلا أن 33% من المشاركين رفضوا هذا الرأي، معترفين بقيمة العملات المشفرة في فائدتها ودورها في التجارة العالمية.
فعلى عكس العملات التي تصدرها الحكومات، والتي تعتمد على الثقة في الحكومات بدلًا من دعم مادي. تستمد العملات الرقمية قيمتها من وظائفها الأساسية وطبيعتها اللامركزية القائمة على مبدأ الند للند (peer-to-peer). هذا الجانب يمنحها ميزة إضافية في تسهيل المعاملات عبر الحدود وتقليل الاعتماد على الوسطاء.
وخلصت الدراسة إلى أن المفاهيم الخاطئة لا تزال تشكل آراء البعض حول العملات المشفرة. إلا أن هناك تحولًا واضحًا يشير إلى تغير في هذه النظرة، حيث يزداد الاعتراف باستخداماتها العملية وقيمتها في الاقتصاد العالمي. هذا التحول مدفوع بشكل كبير من قبل الأجيال التي شهدت عيوب النظام المالي التقليدي وتبحث عن بدائل أكثر كفاءة وشفافية.