هل ساهمت الطموحات المتعلقة بمجال الذكاء الاصطناعي في تغيير موقف روسيا بشأن تعدين العملات الرقمية؟

Cryptonews - مراكز البيانات الحديثة ذات التقنيات المتقدمة يمكن استخدامها في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تديرها الدولة وفق ادعاءات المعدّنين.

أشار خبراء إلى أن الدافع الرئيسي وراء اهتمام الكرملين بتعدين العملات الرقمية قد يكون تحويل روسيا إلى قوةٍ عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فبحسب صحيفة Delovoi Peterburg ومقرها سان بطرسبرج، أبدت صانعة المحتوى الخاص بالتقنية والبلوكتشين آني أصلانيان (Ani Aslanyan) -وغيرها- رأيَها إثرَ القرار الجديد الذي اتخذته الحكومة الروسية بحظر أنشطة التعدين في مناطق عديدة حتى 15 آذار/مارس 2031.

تطورات أنشطة تعدين الكريبتو في روسيا: هل هي مدفوعةٌ بالذكاء الاصطناعي؟

تساءلت أصلانيان حول دواعي حرص روسيا على تطوير قطاع تعدين الكريبتو رغم التوقعات التي تُرجّح تعرّض البلاد لنقص في إمدادات الطاقة الكهربائية “خلال 5-10 سنوات”، وعبّرت الصحيفة عن ذلك بالقول إن تعدين الكريبتو أصبح محطَّ “تساؤلٍ جوهري بشأن دواعيه وفوائده الاقتصادية المنتظرة”.

Tech companies say “AI agents” are the next big thing in artificial intelligence after chatbots. Early versions have unresolved privacy and security flaws. https://t.co/6gO0dko16c

— The Washington Post (@washingtonpost) January 5, 2025

ورداً على تساؤل Delovoi Peterburg: “هل توجد ضرورةٌ ملحة لتوفير مصادر طاقةٍ مخصصةٍ لأنشطة تعدين الكريبتو؟”، عبّرت الخبيرة عن رأيها بقولها:

“تتطلب مجمّعات التعدين ومراكز البيانات موارد مشابهة؛ فتوفير مصادرَ ذات قدراتٍ عاليةٍ للطاقة وأنظمة تبريد (DFM:TABR) وبنية تحتيةٍ لتزويد الطاقة، والمناطقُ ذات الطاقة الكهربائية الأقل تكلفةً تُعد مثاليةً لإنشاء مراكز البيانات”.

وأضافت أصلانيان أنه وفقاً “لوجهة النظر الروسية”، يَسبق توفير البنى التحتية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي توفيرَها لأنشطة تعدين الكريبتو “من حيث الأولوية”، وذلك نظراً لما توفره نماذج الذكاء الاصطناعي من أوجه تميّز تقنيّ وقيمةٍ مضافةٍ أعلى”؛ وقد أوضحت صانعة محتوى التقنية والبلوكتشين آني أصلانيان أنّ:

“تتطلب مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي توفير مصادر طاقةٍ كهربائيةٍ ذات سعاتٍ مشابهةٍ لاحتياجات أنشطة تعدين الكريبتو”.

المجموعات الضاغطة تدفع باتجاه قطاع الذكاء الاصطناعي

اكتسبَت أنشطة التعدين الروسية طابعَ الشرعية مؤخراً العام الماضي، بعد سنواتٍ من التعرّض لضغوط مجمّعات التعدين، حيث أشارَ أصحابها إلى أنهم يضمنون السماح للحكومة باستخدام مراكز البيانات الحديثة الخاصة بهم ضمن المشاريع التقنية للحكومة، وذلك على خلفية خطاب بوتين الحاسم العام الماضي، والذي شجّع فيه تلك المناطق التي تملك “فائضاً من الطاقة” على ممارسة أنشطة تعدين العملات الرقمية. كذلك، تحدّث أصحاب مجمّعات التعدين العاملة في روسيا عن توفير موارد خاصةٍ بالذكاء الاصطناعي بالتوازي مع توسّع أنشطة التعدين متزايدة الحاجة للطاقة.

The pro-Russian breakaway Moldovan region of Transdniestria is facing hours-long rolling power cuts after Russian gas supplies through neighboring Ukraine ended on Jan.1 https://t.co/3JADrUIuBT pic.twitter.com/SMDx7UTjdk

— Reuters (@Reuters) January 6, 2025

ففي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، صرّحت كبرى شركات قطاع تعدين الكريبتو الروسي بيتريفر (BitRiver) أن الاهتمامات الحكومية الجديدة المتعلقة بالأصول الرقمية قد تساعد البلاد على بلوغ مصاف “الريادة العالمية” في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث صرّح نائب المدير العام لقسم الاتصالات لدى بيتريفر أوليغ أوجينكو (Oleg Ogienko) أنّ:

“مجمّعات تعدين الكريبتو وفرت أساساً قوياً لإطلاق المشاريع الخاصة بنظم الذكاء الاصطناعي، ما رفع من قدرات روسيا الحاسوبية”.

هل تشكل أنشطة تعدين الكريبتو الفردية تحدياً لموسكو؟

تثق الدولة بقدرتها على التحكم في مجمّعات تعدين الكريبتو وقطاع الذكاء الاصطناعي، لكنّها قد تواجه معوقاتٍ في منع المعدّنين الأفراد من استنزاف مصادر الطاقة الداخلية، فقد صدَرَت تعليماتٌ للمعدّنين المستقلين بتحديد استهلاكهم الشهري من الطاقة الكهربائية عند 6,000 كيلو واط في الساعة كحدٍّ أقصى عند ممارسة أنشطة التعدين المنزلية، إلا أنّ المعدّنين المخالفين مصرّون على سرقة موارد الشبكة الكهربائية، حيث صرَّحت مديرة قسم الاتصالات لدى Garantex إيفجينيا بوروفا (Evgeniya Burova) للصحيفة بقولها:

“قام المعدّنون في بعض المناطق بربط أجهزتهم بشبكات الطاقة المنزلية على نطاقٍ واسع لاستغلال التسعيرة المخفضة للكهرباء المنزلية”.

وأضافت بوروفا أنها لم تتوقع من المعدّنين المنزليين أن “يغادروا المناطق التي حظرت فيها الدولة أنشطة التعدين” بقولها:

” مجمعات تعدين الكريبتو ستضطر لإعادة دراسة نماذجها الاستثمارية.”

مديرة قسم الاتصالات لدى Garantex

Vladimir Putin might have lost a slice of revenue after Kyiv closed its gas pipeline to Russian supplies, but Moscow already has alternatives that stand to shield it from any serious economic hit https://t.co/dclFh0YF1x

— Bloomberg Markets (@markets) January 6, 2025

فيما عبّر كبير محللي موقع BestChange.ru -نيكيتا زوبوريف (Nikita Zuborev)- عن شكوكٍ أعمق ممّا سبق، فقد تحدَّث عن محدودية تأثير التعديلات القانونية على ممارسي أنشطة التعدين المُخالفين ممّن دأبوا على خرق قوانين ما قبل الحظر، وأتى على ذكر “خصوصية الهيكلية الداخلية” للمناطق المشابهة لسيبيريا الشرقية، والتي قد تعيق أنشطة الرقابة المستقبلية بقوله:

“يتم إصدار القوانين وإدارة الرقابة انطلاقاً من موسكو، لكنْ وعلى المستوى الداخلي…، فإن المخالفين هم على معرفةٍ بثغراتٍ دقيقةٍ يمكنهم استغلالها لتجنّب قوانين الحظر”.

لماذا يتجنب المعدّنون الروس مدينة سان بطرسبرج؟

شرح زوبوريف أسباب اتجاه المعدّنين للابتعاد عن سان بطرسبرج.

دير القديس Alexander Nevsky في سان بطرسبرج الروسية، (المصدر: Ninara [CC BY 2.0])

وأشار زوبوريف إلى ارتفاع التكلفة الكهربائية “مقارنةً بالعديد من المناطق الروسية”، وهو ما اتفقت معه أصلانيان بقولها:

“يلعب مناخ سان بطرسبرج دوراً كبيراً بسبب الارتفاع الكبير في معدلات الرطوبة ودرجات البرد القارص في الشتاء، وتُصعّب هذه العوامل ضبط الظروف المثالية لأجهزة التعدين التي تحتاج تبريداً مستمراً ودرجات حرارة مستقرة للعمل بانتظام، فارتفاع معدلات الرطوبة يمكنه إتلاف معدات التعدين نتيجةً للتآكل والصدأ وغيرها من المشاكل”.

لكنّ بوروفا أوضحت أن معدّني سان بطرسبرج “يُرجّح أنهم يُشغّلون معدات التعدين المتخصصة ذات الدارة المتكاملة (ASIC Miners)في تعدين بيتكوين (Bitcoin-BTC) داخل المناطق الأقل تكلفةً من حيث الكهرباء إضافةً إلى التعدين السحابي”.

The post هل ساهمت الطموحات المتعلقة بمجال الذكاء الاصطناعي في تغيير موقف روسيا بشأن تعدين العملات الرقمية؟ appeared first on Cryptonews Arabic.

اطلع على المقالة الأصلية