arab-btc.net
في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق المالية التقليدية حالة من الاضطراب، تواصل عملة البيتكوين جذب الأنظار بمقاومتها الملحوظة للوضع السائد.
ففي يوم واحد، انخفض مؤشرا “ستاندرد آند بورز 500″ و”ناسداك” بنسبة قاربت 6%، بينما حققت البيتكوين مكاسب تجاوزت 2%، لتبدو وكأنها تسلك مسار مستقل عن النظام المالي التقليدي.
هذا الانفصال جاء في ظل تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، والتي تسببت بخسائر تجاوزت 3.2 تريليون دولار في أسواق الأسهم، في حين أضافت العملات المشفرة نحو 5.4 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.
هذا التباين غير المألوف دفع كثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت عملة البيتكوين قد بدأت فعلا مرحلة من الاستقلال عن “وول ستريت”.
محللون ومتابعون بارزون أبدوا دهشتهم من هذه الحركة.
وصف المحلل “كوري بيتس” ما يحدث بأنه انفصال يحدث أمام أعيننا، مشيرا إلى التباين الواضح بين الأسواق التقليدية والعملات المشفرة.
من جانبه، استعرض “رايان راسموسن”، رئيس قسم الأبحاث في “Bitwise”، أداء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى منذ بداية ما وصفه البعض بـ”يوم التحرير”، حيث تراجعت أسهم شركات مثل آبل، أمازون، ميتا، وقوقل بنسب ملحوظة، بينما تراجع الذهب بنسبة 3%، تاركا البيتكوين كأحد الأصول القليلة التي ما تزال تحقق مكاسب.
هذه التطورات أعادت إلى الواجهة نقاش قديم حول مستقبل البيتكوين، لا سيما إمكانية بلوغها مستوى 100 ألف دولار.
المحلل المعروف باسم “ماكروسكوب” أشار إلى انحراف إيجابي واضح في أداء بيتكوين مقارنة بالذهب والأسواق التقليدية، مشيرا إلى أن مثل هذا الانفصال لم يُر بهذا الوضوح منذ عام 2019.
وكان قد قدم سابق نموذج يربط بين أداء الذهب والبيتكوين، حيث يرتفع الذهب أولا، تليه عملة البيتكوين بارتفاعات أكبر لاحقا، وهو ما حدث فعليا خلال الفترة بين 2019 و2020.
بحسب هذا التحليل، فإن أي اختراق كبير قادم قد يشير إلى انتقال القيمة من الذهب إلى البيتكوين، بما يعزز من تفوقها على باقي الأصول في الفترة المقبلة.
غير أن هذا الرأي لا يحظى بالإجماع، إذ حذر البعض، مثل “ماستر كينوبي”، من الإفراط في التفاؤل، مشيرا إلى احتمال حدوث تصحيحات مفاجئة في بداية الأسبوع المقبل.
في المجمل، تظل عملة البيتكوين موضع مراقبة دقيقة في ظل هذا التباين الحاد في الأداء بين الأصول، ويستمر الجدل قائما حول ما إذا كانت بالفعل عملة البيتكوين قد دخلت مرحلة من الاستقلال عن النظام المالي التقليدي، أم أن الأمر لا يعدو كونه حركة مؤقتة ضمن سوق لا يزال في طور التشكل.
اقرأ أيضا:
هل نحن حقا في سوق صاعد؟ عملة الإيثيريوم (ETH) تُسجل أربعة أشهر متتالية من الخسائر
كيف كان أداء سوق الكريبتو في شهر مارس؟