Investing.com - اقتربت عملة البيتكوين من حاجز 100,000 دولار خلال الأيام الماضي، حيث كانت تبتعد بمئات الدولارات فقط عن هذا المستوى النفسي المهم. لكنها تراجعت لاحقًا لتصل إلى أدنى مستوى عند 90,702.27 دولار يوم الثلاثاء، قبل أن تنتعش مجددًا وتتداول اليوم عند حوالي 96,150 دولارًا.
عرض الجمعة البيضاء: استغل الخصم الآن وانتهز ارتفاع سوق الأسهم مع أدوات تحديد القيمة العادلة وتحليل تقارير الأرباح عبر الضغط هنا
البيع لجني الأرباح يضغط على الأسعار
أحد أسباب تراجع البيتكوين هو اتجاه المستثمرين إلى بيع أصولهم لجني الأرباح من الأسعار المرتفعة غير المسبوقة، مما زاد من معروض البيتكوين في السوق. وقال أندريه دراجوش، رئيس قسم الأبحاث في أوروبا لدى شركة Bitwise لإدارة الأصول المتخصصة في العملات المشفرة، في مذكرة بحثية يوم الاثنين: "حاملو البيتكوين على المدى الطويل بدأوا ببيع كميات كبيرة من البيتكوين أثناء الارتفاع الأخير".
هناك أسباب أعمق تجعل بعض الاستراتيجيين غير واثقين من قدرة البيتكوين على تجاوز حاجز الستة أرقام. حيث قال ديفيد موريسون، كبير المحللين في شركة Trade Nation للوساطة المالية: "حاجز 100,000 دولار يبدو وكأنه عقبة كبيرة، إن لم يكن حاجزًا أمام تحقيق المزيد من المكاسب".
يرى بعض الخبراء أن الارتفاع الأخير في سعر البيتكوين قد يمنح المستثمرين شعورًا زائفًا بالأمان. حيث قال جورج ميلينج-ستانلي، كبير استراتيجيي الذهب في شركة State Street Global Advisors: "البيتكوين، بكل بساطة، هو استثمار يعتمد على العوائد"، مما يشير إلى أن المستثمرين يتوجهون إلى البيتكوين لتحقيق مكاسب رأسمالية وليس لأنهم يرون قيمة أو فائدة فعلية للعملة المشفرة.
- اقرأ أيضًا: أداة استثمارية تفاجئ المتداولين.. توقعت ارتفاع هذا السهم وهو ما تحقق لاحقًا!
- اقرأ أيضًا: الذهـب يتحرك باتجاه مستوى هام ولكنه يتجه لإنهاء أسوأ شهرا منذ أكثر من عام
أسباب عودة الصعود
تقترب مجموعة مكونة من 12 صندوقًا أميركيًا متداولًا في البورصة، والتي تستثمر في بتكوين، من تسجيل تدفقات شهرية قياسية جديدة، مع استمرار العملة المشفرة في الاقتراب من حاجز 100 ألف دولار، مدفوعة بدعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب لهذا القطاع.
وفقًا لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، جذبت صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة ببتكوين، مثل بلاك روك وفيديليتي إنفستمنتس، تدفقات بلغت قيمتها 6.2 مليار دولار خلال نوفمبر الجاري، متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي بلغ 6 مليارات دولار في فبراير. جاء ذلك وسط حالة من التفاؤل بين المستثمرين مع بداية العام وإطلاق منتجات مالية جديدة في هذا القطاع.
قبل أسبوع فقط، كانت بتكوين تقترب من حاجز 100 ألف دولار لأول مرة في تاريخها. هذا الصعود التاريخي جاء مدعومًا بتصريحات ترامب التي وعد فيها بعكس سياسة إدارة بايدن المتعلقة بتشديد الرقابة على العملات المشفرة، إلى جانب تبني تنظيمات داعمة للصناعة. كما أيد ترامب فكرة إنشاء احتياطي استراتيجي أميركي من العملة المشفرة الرائدة.
قال جوش غيلبرت، محلل الأسواق لدى منصة eToro: "من المتوقع أن تستمر التدفقات نحو صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين، خاصة مع الإدارة القادمة، حيث يُتوقع أن تصبح الشركات وصناديق التقاعد أكثر قدرة على امتلاك هذه الأصول بسهولة".
وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، تحت قيادة رئيسها المنتهية ولايته غاري غينسلر، على إطلاق صناديق الاستثمار الفورية المتداولة في بتكوين خلال يناير الماضي، عقب قرار قضائي في 2023. لاحقًا، منحت اللجنة الضوء الأخضر لإطلاق صناديق استثمارية تركز على إيثيريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة.
لكن مع استعداد غينسلر لمغادرة منصبه، يتوقع أن يعين ترامب رئيسًا جديدًا للجنة داعمًا للأصول المشفرة. هذا التغيير قد يمهد الطريق لإطلاق صناديق استثمارية أخرى تستهدف رموزًا مشفرة متنوعة. جدير بالذكر أن ترامب، الذي كان في السابق متشككًا بشأن العملات المشفرة، عدّل موقفه بعد تلقي القطاع دعمًا ماليًا كبيرًا خلال حملته الانتخابية.
بهذا، تمثل صناديق بتكوين المتداولة في البورصة مثالًا واضحًا على النمو السريع لصناعة العملات المشفرة، التي تستعد لمزيد من الدعم المؤسسي في ظل التغيرات السياسية والتنظيمية المرتقبة.