استقطبت عقود خيارات صندوق تداول البيتكوين الفوري لشركة "بلاك روك" (IBIT) اهتمامًا غير مسبوق في أول يوم من إطلاقها، محققةً تعرضًا نظريًا قدره 1.9 مليار دولار. يأتي هذا الطرح في وقت يزداد فيه الاهتمام المؤسسي بعملة البيتكوين، مما يعكس توجهًا نحو إدخال أدوات مالية تقليدية لتعزيز السيولة والاستقرار في السوق.
فما هي أهمية هذه الخطوة لسوق البيتكوين، وما تأثيرها المتوقع على هيكل السوق؟
أطلق التداول على عقود خيارات صندوق IBIT يوم الثلاثاء، ويتوقع المشاركون في السوق أن تجذب هذه الخطوة اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين المؤسسيين في بيتكوين (BTC).
وكانت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) قد وافق في سبتمبر الماضي على إطلاق عقود خيارات لعدد من صناديق ETF بيتكوين الفورية، ومن المتوقع توفر المزيد من المنتجات المماثلة قريبًا.
جيمس سيفارت، المحلل في "بلومبيرغ إنتليجنس" (Bloomberg Intelligence)، غرّد على تويتر قائلاً: "في اليوم الأول، بلغت قيمة التعرض النظري للخيارات نحو 1.9 مليار دولار عبر تداول 354 ألف عقد، منها 289 ألف كانت خيارات شراء و65 ألفًا خيارات بيع، بمعدل 4.4:1".
UPDATE: Final tally of $IBIT's 1st day of options is just shy of $1.9 billion in notional exposure traded via 354k contracts. 289k were Calls & 65k were Puts. That's a ratio of 4.4:1. These options were almost certainly part of the move to the new #Bitcoin all time highs today pic.twitter.com/IN3s9hajJ2
— James Seyffart (@JSeyff) November 19, 2024
وأشار سيفارت إلى أن هذه الخيارات كانت جزءًا من الحركة نحو مستويات قياسية جديدة للبيتكوين التي شهدتها السوق مساء الثلاثاء.
ما هي عقود خيارات صناديق ETF و ما فائدتها للمستثمرين؟
عقود خيارات صناديق ETF هي أدوات مشتقة تمنح المستثمرين الحق، دون الالتزام، بشراء أو بيع أسهم صندوق ETF بسعر محدد خلال فترة زمنية معينة.
يفضل المستثمرون هذه العقود لأنها تتيح الرافعة المالية، ما يعني تحقيق مكاسب أكبر برأس مال أقل مقارنة بشراء الصندوق نفسه. كما تُستخدم لإدارة المخاطر عبر التحوط ضد انخفاض الأسعار، وتوفر مرونة لاستراتيجيات متنوعة مثل التحوط أو جني العلاوات من بيع الخيارات.
إضافةً إلى ذلك، تتيح هذه العقود الاستفادة من تقلبات السوق قصيرة المدى دون الحاجة لامتلاك الأصل الأساسي. بفضل تكلفتها المنخفضة ومرونتها، تعد عقود الخيارات أداة جذابة للمستثمرين المحترفين والمؤسسات.
تختلف عقود خيارات صناديق ETF عن عقود خيارات البيتكوين في الأصل الأساسي، حيث تستند الأولى إلى صناديق استثمار تقليدية بينما ترتبط الثانية بالعملة الرقمية بيتكوين. كما أن خيارات ETF أكثر تنظيمًا وتُستخدم في الأسواق التقليدية، بينما تُتداول خيارات البيتكوين غالبًا في منصات العملات الرقمية.
اقرأ أكثر : ما هي الخيارات وأنواعها؟ ولماذا ارتفعت البيتكوين بعد قرار هيئة SEC
تأثير خيارات صندوق IBIT على هيكل سوق البيتكوين
إطلاق عقود خيارات صندوق IBIT من المتوقع أن يغير هيكل سوق البيتكوين بطرق مختلفة، حيث يفتح آفاقًا لاستراتيجيات تداول جديدة تساهم في تحسين السيولة، وزيادة استقرار الأسعار.
المؤسسات التي تتجنب التداول في منصات غير منظمة بإمكانها الآن استخدام هذه الخيارات للتحوط من المخاطر، بينما يمكن للمضاربين استخدام خيارات الشراء والبيع للاستفادة من تقلبات الأسعار دون الحاجة لامتلاك الأصل الأساسي.
كما يمكن للمتداولين بيع الخيارات والحصول على أرباح عوائد من العلاوات، وهو أمر جذاب بشكل خاص في الأسواق المستقرة أو المتراجعة بشكل طفيف. مثل هذه الاستراتيجيات هي بالفعل شائعة بين المتداولين في منصة "ديربيت" (Deribit) الرائدة في تداول الخيارات.
بعض المحللين يعتقدون أن الكتابة المتوقعة لعقود الشراء الخاصة بخيارات صندوق IBIT قد تؤدي إلى انخفاض في التقلبات الضمنية على المدى الطويل. وعلى المدى القصير، خصوصًا خلال الصعود، قد يؤدي الطلب المرتفع على خيارات الشراء إلى ضغط "جاما" مماثل لما حدث في ظاهرة "غيم ستوب".
هيكل السوق يشير إلى كيفية تداول المشاركين كالمستثمرين والمتداولين، وكيفية شراء وبيع الأصول، واللوائح المنظمة لفئات الأصول المحددة. تتيح الخيارات مزيدًا من المرونة في التداول، مما يجعل من السهل على المستثمرين المحترفين الشراء أو البيع دون إحداث تغييرات كبيرة في الأسعار. تتبع بيانات الخيارات يمكن أن يعطي فكرة عن توقعات المتداولين للأسعار، مما يساعد الجميع على فهم التوقعات المستقبلية للسوق.
نظرة مؤسسية وآفاق النمو
شركة تحليلات أسواق العملات الرقمية "" (QCP Capital) ، ترى أن خيارات صندوق IBIT من الممكن أن تجذب موجة جديدة من المستثمرين المؤسسيين الراغبين في تحقيق عوائد على ممتلكاتهم من صناديق ETF الفورية.
وذكر المحللون في مدونة نشرت في 19 نوفمبر أن هذه الخطوة ستؤدي على الأرجح إلى "مزيد من الضغط على التقلبات الضمنية".
وأشار المحللون إلى أن إدراج "ناسداك" لخيار ETF يعد خطوة محورية لسوق المشتقات الخاصة ببيتكوين، حيث أن المشتقات عادة ما تنمو لتتجاوز قيمة أصولها الأساسية من 10 إلى 20 ضعفًا. ويعكس هذا التطور الاهتمام المتزايد باستخدام الأصول التقليدية كوسيلة للتعرض لبيتكوين.
من جهة أخرى، لاحظ المحللون أن استقرار سعر بيتكوين الأخير فوق 90,000 دولار قد يشير إلى مزيد من النمو في الفترة المقبلة، حيث تشير البيانات إلى أن مستوى الـ 100,000 دولار لشهر ديسمبر يشهد أعلى تركيز من الفائدة المفتوحة.