رغم الزخم الإعلامي الكبير حول اعتماد السلفادور لعملة البيتكوين كعملة رسمية، تشير الدراسات إلى أن 92% من السلفادوريين لا يستخدمون البيتكوين في حياتهم اليومية. هذا يعكس فجوة بين السياسات الحكومية وواقع المواطنين.
يتم الترويج للبيتكوين كوسيلة لتعزيز الاقتصاد الوطني في السلفادور، لكن الانتشار المحدود للاستخدام يكشف عن مجموعة من التحديات التي قد تواجه اعتماد العملات الرقمية بشكل أوسع.
في السلفادور، عدد قليل جدًا من الناس يستخدمون البيتكوين
لقد آتت المقامرة التي قام بها رئيس السلفادور ناييب بوكيلي، رئيس السلفادور، ثمارها لخزائن الدولة، ولكن هل يمكن أن يكون لتبني البيتكوين (BTC) حدود بين السكان؟ نعم، وفقًا لدراسة حديثة، والتي تشير إلى أن عددًا قليلاً جدًا من السلفادوريين يستخدمون العملة المشفرة حاليًا.
على الرغم من أن شعبية ناييب بوكيلي، رئيس السلفادور، لا تزال مرتفعة على المستوى المحلي. إلا أن إحدى مبادراته لا يبدو أنها تحظى بشعبية كبيرة: اعتماد البيتكوين (BTC). بعد أن أصبحت إحدى العملات الرسمية في البلاد في عام 2021، تكافح العملة المشفرة لكسب تأييد الجماهير، وفقًا لاستطلاع حديث.
قال 92% من السلفادوريين الذين تم استجوابهم إنهم لا يستخدمون البيتكوين لإجراء المعاملات. على الرغم من سياسة الحكومة لتشجيعهم على القيام بذلك.
استطلعت الدراسة التي أجرتها جامعة فرانسيسكو غافيديا في سان سلفادور آراء السلفادوريين حول مجموعة واسعة من الموضوعات. وقد أعربوا عن رضاهم النسبي عن الوضع الاقتصادي للبلاد (بمتوسط 6.3/10). ولكن لا يبدو أنهم يرون أن البيتكوين هو المحرك الرئيسي للتغييرات التي تحدث في البلاد، أو حتى للتغييرات القادمة.
وعندما سُئلوا ”ما الذي يجب أن يكون رهان البلاد القادم للمستقبل؟“ أجاب 1.3% فقط من المشاركين في الاستطلاع بـ ”البيتكوين“. وأيدت الأغلبية تحسين التعليم (52.4%) أو تحسين الصناعة (26.5%).
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
تحديات جمة تواجه اعتماد البيتكوين من قبل الشعب!
انعزال السلفادوريون عن البيتكوين يرجع أساسًا إلى عدد من التحديات. مثل ضعف البنية التحتية التقنية، حيث لا تزال بعض المناطق تفتقر إلى الاتصال الجيد بالإنترنت. وهو ما يعتبر ضرورة أساسية لاستخدام المحافظ الرقمية وتطبيقات الدفع بالبيتكوين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مسألة الثقة في العملات الرقمية؛ كثير من السلفادوريين يفضلون التعامل بالنقد التقليدي خوفًا من تقلبات البيتكوين الكبيرة. خاصة في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد.
بهذا، يصبح واضحًا أن نجاح البيتكوين كعملة رسمية في السلفادور يعتمد ليس فقط على قرارات الحكومة. بل على تفاعل المواطنين مع هذه التقنية وثقتهم بها، وهو ما يتطلب وقتًا أطول واستراتيجيات أكثر فعالية لتقليل الحواجز التقنية والاجتماعية.
من جهة أخرى، تواجه السلفادور انتقادات دولية كبيرة بسبب تبنيها لعملة البيتكوين، لا سيما من صندوق النقد الدولي. لكن ناييب بوكيلي يصر على أن البيتكوين هي التي ساعدت في تغيير ثروات البلاد الاقتصادية، مما أدى إلى تدفق التمويل المرحب به.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الوضع في السلفادور يسلط الضوء على استخدام البيتكوين في الغالبية العظمى من الحالات: فهي بالنسبة للبلد هي في الأساس مخزن للقيمة، ولا تزال حتى الآن قليلة الاستخدام كعملة للبيع بالتجزئة.