تشير أحدث البيانات المستخرجة من شبكة سلسلة الكتل (البلوكتشين) إلى تراجع ملحوظ في عدد العناوين النشطة للبيتكوين، حيث وصل المؤشر إلى أدنى مستوياته منذ يوليو 2021. ووفقاً لبيانات منصة CryptoQuant ، تراجع متوسط عدد العناوين النشطة لمدة 30 يوماً إلى نحو مليون عنوان، ما يطرح تساؤلات جدية حول أداء العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم، وإلى أين يتجه السوق في الفترة المقبلة.
ما هو مؤشر العناوين النشطة للبيتكوين؟
مؤشر العناوين النشطة للبيتكوين هو مقياس يعكس عدد العناوين الفريدة التي تشارك في أنشطة المعاملات على شبكة البيتكوين بشكل يومي.
هذا المؤشر أداة رئيسية لقياس حجم التفاعل والنشاط على الشبكة، حيث يمكن اعتباره كمقياس لعدد المستخدمين الفريدين الذين يتعاملون مع البيتكوين سواء بالشراء أو البيع أو تحويل الأصول.
وعندما يرتفع عدد العناوين النشطة، فإن ذلك يعكس زيادة في الاهتمام بالتداول أو الاستخدام على الشبكة. مما يمكن أن يكون دليلاً على ازدياد الطلب والإقبال على عملة BTC.
يُعد مؤشر العناوين النشطة للبيتكوين مؤشراً قبلياً؛ أي أنه يمكن أن يعكس تغيرات في السوق قبل حدوثها فعلياً.
تاريخياً، ارتبطت أي موجة صاعدة مستدامة في سعر البيتكوين بزيادة عدد العناوين النشطة. حيث يأتي المستخدمون الجدد برغبة في الاستثمار أو التداول، مما يساهم في زيادة الطلب على العملة ويدفع الأسعار للارتفاع.
وعليه، فإن انخفاض عدد العناوين النشطة يمكن أن يكون إشارة على تراجع الثقة أو الاهتمام بالعملة الرقمية. مما قد يؤدي إلى ركود في السوق أو تراجع الأسعار.
اقرأ أيضا : أفضل استراتيجية لتحليل سعر بيتكوين في 2024
العودة إلى مستويات يوليو 2021: ما الذي يعنيه ذلك؟
الوصول إلى مستوى نشاط منخفض يعادل ما شوهد في يوليو 2021، بعد حظر الصين لتعدين البيتكوين. يعكس تقلبات السوق الحالية وتأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية على النشاط الشبكي.
في تلك الفترة، أدى الحظر الصيني إلى هبوط حاد في سعر BTC و العملات الرقمية عموما. لكن الشبكة تعافت سريعاً مع تحسن الظروف وعودة النشاط التدريجي للمستثمرين.
ومع ذلك، فإن العودة إلى نفس المستويات المنخفضة الآن دون وجود سبب واضح مشابه يثير مخاوف بشأن القدرة على تحفيز انتعاش سريع في السوق.
وتشير البيانات إلى أن السوق قد يكون في حالة انتظار للأحداث أو المحفزات الخارجية التي قد تعيد الثقة وتجذب مزيداً من المستخدمين إلى الشبكة.
فعلى الرغم من أن نشاط العناوين النشطة قد يتزايد عادةً بعد ارتفاع الأسعار. إلا أن هذا الارتفاع يعتمد غالباً على عوامل خارجية مثل قرارات الحكومات بشأن التنظيم أو التبني المؤسسي أو تطورات تكنولوجية جديدة.
بغياب مثل هذه المحفزات، قد يستمر التراجع في عدد العناوين النشطة. مما يعزز من احتمالية دخول السوق في فترة ركود طويلة.