يسعى المستثمرون المضاربون على الارتفاع في سوق كريبتو إلى زيادة مكاسبهم المسجّلة خلال النصف الأول من العام الحالي، وذلك تماشياً مع تزايد الإشارات الإيجابيّة الآتية من سوقي السندات والأسهم؛ وبالنظر إلى التأثر المتبادل بين حركة سوق الكريبتو وسوق الأسهم، فقد أدى ذلك إلى ترجيح العديد من المراقبين انخفاضَ الأسعار نتيجةً لتأثرها السلبيّ بعوامل السوق الكلّي والتي ألقت بظلالها على المشهد العام في السوق خلال عام 2022.
ولكنّ الوضع الحاليّ يتناقض تماماً مع تباطؤ وتيرة التضخّم، فضلاً عن تلميحات الاحتياطيّ الفيدراليّ بإيقافه مؤقتاً للزيادات التي شهدناها سابقاً في معدلات الفائدة. وفي المحصلة، فقد بلغ كلٌّ من سوقي الأسهم والعملات الرقمية ذروتيهما خلال العام الحالي كدليلٍ على تعافيهما من الاضطرابات التي عصفت بهما خلال العام الماضي.
وبالرغم من نزيف الخسائر التي سجلتها رائدة سوق الكريبتو –عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC)- خلال السنة الماضية والتي بلغت 55% من قيمتها، أظهرت كبرى العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية الإجماليّة تعافياً خلال السنة الحالية مسجلةً مكاسبَ وصلت إلى 80%، وذلك مع تدفق رأس المال المؤسساتيّ إليها.
وفيما يتعلق بأسهم شركات التكنولوجيا، كانت بدايتها للسنة الحالية ضعيفةً نوعاً ما تبعاً لارتفاع معدلات الفائدة، لكنّ الأسابيع الأخيرة شهدت تحقيق نجاحاتٍ متتالية، وذلك مع اقتراب مؤشر ناسداك (Nasdaq) -المرتبط والمتأثر جداً بحالة الشركات التكنولوجية الكبرى- في 12 تموز/يوليو من تسجيل أعلى قمّةٍ سعريةٍ على مدى 52 أسبوعاً.
وقد لعب هوس الاهتمام بالذكاء الصنعي (AI) دوراً واضحاً في تعزيز التوجه الصاعد ضمن سوق الأسهم، وذلك مع تشكيل سبعة أسهمٍ تعود لشركات جوجل، وأمازون (Amazon)، وإنفيديا (Nvidia)، وأبل (Apple) ما مجموعه 55% من مؤشر ناسداك 100 (NASDAQ 100)، بالإضافة إلى تشكيلهم لما نسبته 27% من مؤشر S&P 500.
وكتوضيح لهذا الموقف، أشار المحلل لين ألدن (Lyn Alden) إلى أنّ توافر السيولة في سوق السندات سيكون له تداعياتٌ إيجابيةٌ على سوق الكريبتو والأصول الأخرى الموجَّهة نحو توفير السيولة، وأضاف موضّحاً: “بدأت عجلة التغيير بالدوران مع بداية الربع المالي الرابع من عام 2022، حيث بدأت وزارة الخزانة الأمريكية بضخّ السيولة في السوق مع تعويض تداعيات التشديد الكمّي للاحتياطيّ الفيدراليّ إلى جانب انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي، حيث وصل مؤشر S&P 500 إلى قاعه وبدأ بالاستقرار، كما بدأت الانفراجات في أسواق السندات السياديّة، وبذلك ارتفعت قيمة العديد من الأصول الموجَّهة نحو توفير السيولة كعملة بيتكوين”.
من المتوقع أن يعزّز رفع معدلات الفائدة التوجّه الصاعد في السوق
أصابت المستثمرين المضاربين على الارتفاع نوبةٌ من الجنون منذ إيقاف الاحتياطي الفيدراليّ مؤقتاً رفع معدلات الفائدة، وذلك بعد فترةٍ امتدّت لأشهر عديدة ماضيةٍ شهدت خلالها زياداتٍ متتابعةً في معدلات الفائدة.
من جانبه، حصد سعر عملة بيتكوين زَخَماً إضافيّاً نتيجة ارتفاع السيولة، فضلاً عن تجدّد الاهتمام المؤسساتيّ في هذا الأصل الرقميّ، ومن المعلوم تباطؤ وتيرة النموّ في السوق حال ارتفاع معدلات الفائدة، ما يدفع بالمستثمرين إلى العزوف عن وضع رؤوس أموالهم في أصول المخاطرة.
ومع وقوف الأسواق الأمريكية على عتبة إنشاء صندوقٍ متداولٍ في البورصة (ETF) للتداول الفوريّ لبيتكوين، تماشياً مع اقتراب عملية تنصيف عملة BTC التالية، يتوقع الخبراء توجّه المنحى السعريّ لعملة بيتكوين نحو الأعلى.
كما تلقّى التوجّه الصاعد في السوق دعماً إضافياً بسبب العوامل المواتية في معدّلات الفائدة وسوق الأسهم، إلى جانب التأثير الإيجابيّ للأحداث الأخيرة كفوز شركة ريبل (Ripple-XRP) جزئياً في معركتها القضائية الدائر رَحَاها ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، وبذلك حافظ سعر عملة XRP على منحاه الصاعد خلال فترة امتدّت لسبعة أيام، مسجلاً مكاسبَ تخطت نسبتها الـ 58.92%، ولم يكن هذا الارتفاع السعريّ حكراً على عملة XRP، حيث شهدت عملاتٌ بديلةٌ أخرى ارتفاعاتٍ مشابهة؛ إذ ارتفعَ سعر عملة كاردانو (Cardano-ADA) بنسبة 6.17%، إلى جانب ازدياد قيمة عملة سولانا بنسبة 16.63%، في حين سجّلت رائدة عملات الميم -عملة دوجكوين -(Dogecoin-DOGE) ارتفاعاً سعرياً وصلت نسبته إلى 6.40%.