شهدت دوجكوين (Dogecoin-DOGE) -العملة الرقمية الأساسية في بلوكتشين دوجكوين التي تركّز على نظم الدفع- تراجعاً يوم الأربعاء خلال ساعات تداول الولايات المتحدة الأمريكية. ويُذكر أنّ ضغط البيع قد بدأ بعد أن فشلت دوجكوين في اختراق متوسّط الحركة على مدى 21 يوماً (DMA) الخاص بها في منتصف منطقة 0.070$، وبعد فشل محاولتها يوم الثلاثاء في إعادة اختبار متوسط الحركة على مدى 200 يومٍ (200DMA) حول 0.079$. وعليه، فقد أصبحت توقّعات سعرُ العملة على المدى القريب أكثرَ تشاؤماً وتشير إلى المزيد من التراجع.
تجدرُ الإشارة إلى أنّ منطقة 0.079$ كانت بمثابة منطقة دعمٍ رئيسيَّةً قبل تراجع دوجكوين الذي بدأ في أوائل شهر آذار/مارس، علماً بأنّ هذا الدعم قد تحوّل إلى مقاومةٍ الآن. علاوةً على ذلك، تزامنت منطقة دعم 0.079$ مع الاتجاه الهابط الذي علِقت فيه دوجكوين (Dogecoin) منذ أوائل شهر شباط/فبراير.
على صعيدٍ متّصل، شهد أحدث تراجعٍ لدوجكوين تراجعَ السِّعرِ إلى دون مستوى 0.07$ حيث انخفضت تداولات العملة الآن بنسبة 7.5% في اليوم وحوالي 10% في الـ 24 ساعة الماضية. ويأتي هذا التراجع تزامناً مع استسلام أسواق العملات الرقمية بشكلٍ عامٍ لضغوط البيع بعد أن شهدت اتجاهاً صاعداً في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع.
وتجدرُ الإشارة إلى تسجيل عملاتٍ مثل بيتكوين (Bitcoin-BTC) وإيثيريوم (Ethereum-ETH) قمماً جديدةً لهذا العام يوم الثلاثاء وسطَ مخاوفَ بشأن استقرار النظام الماليّ التقليديّ على إثرِ سلسةِ إخفاقاتِ البنوك الأمريكيّة، وفي خضمّ الكثيرِ من التوقّعات بأنّ الاحتياطيّ الفيدراليّ لن يقومَ برفع سعر الفائدة نتيجةً لما حدث، ولكنّ عمليات جني الأرباح تثقلُ كاهل كلٍّ من تلك العُملتين يوم الأربعاء.
توقعات السعر: إلى أين تتّجه دوجكوين؟
يشيرُ الانعكاس الأخير لاتّجاه سعر دوجكوين (DOGE) وانخفاضِهِ أسفل مناطق المقاومة الرئيسية إلى عدم قدرةِ الثيران (المُضاربين على الارتفاع) في استعادة السيطرة. في الواقع، يعتقدُ الخبراء التقنيّون أنّ احتمالَ حدوث إعادة اختبارٍ للقيعان الأخيرة في منطقة 0.065$ حالياً تتفوّقُ على احتمالِ حدوثِ تعافٍ في السعر وعودته إلى مستوى 0.08$، وقد يؤدّي الاختراق أدناه إلى فتح الباب أمام تراجعٍ أكبرَ نحو أدنى مستوياتِ العملة خلال تشرين الأول/أكتوبر 2022 في منطقة 0.055$.
وبذاتِ الوقت، تجدرُ الإشارة إلى قلق الثيران من حدوث إعادة اختبارٍ قريب لسعر دوجكوين عند أدنى مستوياته العام الماضي في منطقة 0.05$. ولكن قد تأتي التغيّراتُ الأوسعُ نطاقاً في نظم الاقتصاد الكليّ قريباً لدعم عملة DOGE، علماً بأنّ تلك التغيّرات قد ساعدت مؤخراً عُملاتٍ مثل بيتكوين (Bitcoin) وإيثيريوم (Ethereum) على الوصول إلى أعلى مُستوياتها لعدّة أشهر.
وكان المسؤولون الكبارُ في وول ستريت مثل لاري فينك (Larry Fink) وراي داليو (Ray Dalio) قد حذروا من أنّ مشاكل البنوك الأمريكيّة الأخيرة قد تكون بداية أزمةٍ أكبر في القطاع المصرفيّ الأمريكيّ، وإن كانوا مُحقّين فقد نتحدّث قريباً عن انخفاضاتٍ حادّةٍ في معدّلات الفائدة الفيدرالية.
من الممكن أن يستمرَّ مزيجُ القلق بشأن استقرارِ قطاع التمويل التقليديّ والتيسير الشديد للظروف الماليّة في دعم العملات الرقمية -وهو نظامٌ ماليٌّ بديلٌ لامركزيّ- وبالرّغم من إنشاء عملة دوجكوين على سبيل المزاح، إلا أنّها تطوّرت إلى شبكةِ عملاتٍ رقميّةٍ لامركزيّةٍ قويّةٍ مثلها مثلُ بيتكوين (BTC) إلى حدٍّ ما.
ولا يوجدُ تفسيرٌ حقيقيٌّ لعدم تحسّن أداء دوجكوين عند تحسّن أداء بيتكوين وإيثيريوم. وعلى سبيل الافتراض، إذا كانت دوجكوين قد نجحت في اختراق الاتجاه الهابط الذي كان سارياً منذ أوائل شباط/فبراير، فقد كان من المُمكن أن يُفتحَ ذلك الباب أمام عودةٍ طويلة المدى إلى القمم الأخيرة في منطقة 0.10$.