ربما تجمع غالبية الآراء أن الرسوم المرتفعة على بلوك تشين الإيثريوم، لا تزال العقبة الأكبر أمام نمو ثاني أكبر عملة مشفرة بالعالم، وهو الأمر الذي تجلى في خيبة أمل مجتمع الإيثريوم التي تخلفت عن السوق بأكمله خلال الموجة الصعودية التي نتجت عن وصول دونالد ترامب لولاية ثانية في البيت الأبيض.
من جهة أخرى، ولو أن رسومها أقل مقارنة بالإيثريوم، إلا أن بلوك تشين سولانا بدورها باتت تعاني اليوم من منافسة قوية في السوق، إذ تعتبر ثاني أعلى البلوك تشين من ناحية الرسوم بعد الإيثريوم، وعلى الرغم من تلقيها دفعة قوية في الأيام الأولى من تنصيب الرئيس الأميركي، فإن سولانا يتم تداولها اليوم دون 140 دولاراً، بخسارة تفوق 120 دولاراً أو ما نسبته 48 في المئة خلال نحو شهرين.
ترون تقصي إيثريوم وسولانا
الرسوم المنخفضة جداً مقارنة بغيرها من البلوك تشين وارتفاع عدد المستخدمين لديها دفع شبكة ترون التي أسسها جاستن صن لتصدّر قائمة العملات في تحصيل الرسوم خلال الشهر الماضي، وفقاً لبيانات بحثية صدرت اليوم عن «ديفي لاما»، متخطية الإيثريوم وسولانا على التوالي.
من جهة أخرى، حققت ترون ما يقارب 1.86 مليون دولار من الرسوم في يوم واحد فقط، ما دفع إجمالي الرسوم لديها للشهر الماضي لبلوغ 53.16 مليون دولار، وهو ما يقارب ضعف ما حققته سولانا التي جاءت في المركز الثاني بـ31.7 مليون دولار، فيما حققت الإيثريوم رسوماً مجمعة أقل بقليل من 25 مليون دولار.
وتأتي هذه الأرقام في فترة يعيش فيها سوق العملات المشفرة بعضاً من الركود وسط معنويات متدنية للمستثمرين تقترب من الخوف الشديد للمضاربة، مقارنة ببيانات أكتوبر 2024 مثلاً حيث تجاوزت رسوم المعاملات لدى ترون 200 مليون دولار وكانت أعلى إيرادات شهرية في تاريخها، واستمر هذا الاتجاه حتى نوفمبر، حيث تجاوز إجمالي الرسوم 180 مليون دولار، مدفوعاً بارتفاع شهية المستثمرين على المخاطرة حينذاك.
الرسوم المتدنية لم تكن وحدها العامل الرئيسي لرفع أرباح ترون، بل يبدو أن المستخدمين يُقدّرون آلية إجماع إثبات الحصة المفوض «DPoS» من ترون التي تتيح إنتاجية عالية للمعاملات ورسوماً منخفضة، ما يجعلها جذابة للتطبيقات اللامركزية والمستخدمين الذين يسعون إلى معاملات فعّالة، حسب ما ورد في التقرير.
كما تجدر الإشارة إلى أنه بدءاً من ديسمبر 2024، عالجت ترون ما يقرب من 127 معاملة في الثانية، متجاوزةً بذلك كلاً من الإيثريوم والبيتكوين في السرعة.
قضية جاستن صن هي التحدي الأكبر اليوم
يمكن القول إن التحدي الأكبر حالياً أمام ترون، هو وضعها التنظيمي، فعلى الرغم من إبطال غالبية الدعاوى القضائية التي خاضتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية ضد شركات ورواد العملات المشفرة، لا يزال مؤسس ترون، جاستن صن، يواجه تدقيقاً قانونياً من الهيئة، وأي إجراءات تنظيمية أخرى ضد ترون أو المشاريع المرتبطة بها قد تؤثر على اعتمادها وتطويرها.
وتزعم هيئة الأوراق المالية والبورصات أن صن والكيانات التابعة له (بيت تورنت، وترون، وراينبيري) كانوا متورطين في عرض وبيع الأوراق المالية المشفرة غير المسجلة، وتحديداً عملة «تي آر إكس» التي تبلغ قيمتها السوقية اليوم نحو 22.2 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات شركة صن بتدبير مخطط للتلاعب بالسوق الثانوية لعملة «تي آر إكس» من خلال تداولات وهمية واسعة النطاق.
لكن رغم ذلك، تشير التوقعات إلى أن الهيئة قد تبطل دعواها ضد صن في الأمد القريب على اعتبار إبطالها الدعاوى القضائية الأخرى والتي تعتبر أكبر من قضية مؤسس ترون، الذي لا بد من التنويه أنه اليوم أكبر مستثمر في مشروع العملات المشفرة المدعوم من الرئيس الأميركي «وورلد ليبيرتي فاينانشال».
إلى أين يتجه سعر «تي آر إكس»؟
تعزز صدارة ترون في ما يخص الرسوم إمكانية التوجه الصعودي لعملة «تي آر إكس» التي كانت من المستفيدين من الروح الإيجابية التي تركها وصول ترامب لولاية ثانية في البيت الأبيض، إذ ارتفعت خلال أيام معدودة من 11 سنتاً إلى نحو الأربعين، لكنها عادت وتراجعت بنحو 50 في المئة بعد السياسات الجمركية التي فرضها ترامب وأثرت على الأصول عالية المخاطر.
ويتم تداول «تي آر إكس» اليوم عند مستويات 0.22 و0.25 دولار، ليبقى الدعم الفني الرئيسي عند مستوى 0.22 دولار، وهو مستوى المتوسط المتحرك البسيط لـ200 يوم، وعليه تشير التوقعات المتفائلة خصوصا في حال إبطال الدعوى ضد صن، إلى إمكانية بلوغها 0.30 دولار والتوجه نحو مستوى اختراق إضافي نحو مستوى 0.40 دولار، في حال استطاعت كسر مستوى المقاومة الرئيسية عند 0.25 دولار.