شهدت سوق العملات الرقمية مؤخراً تقلبات حادة دفعت بعض المستثمرين إلى اتخاذ قرارات متسرعة، مدفوعة بالخوف من فوات الفرصة (FOMO). ومع ارتفاع بيتكوين فوق 100 ألف دولار، تزايد عدد الأثرياء الجدد في هذا السوق، ما عزز من طموح و طمع الكثيرين لتحقيق مكاسب سريعة.لكن هذه الطموحات يمكن أن تنقلب إلى خسائر جسيمة، كما حدث لأحد كبار المتداولين في عملة الميم PEPE.
فقد استثمر هذا المتداول 4.75 من عملة WBTC و150 ألفاً من عملة USDC، بما قيمته الإجمالية نحو 1.59 مليون دولار. وذلك لشراء 60.782 مليار من عملة الميم PEPE يوم 10 ديسمبر، حسب بيانات منصة spotonchain.
Avoid FOMO-buying and panic-selling if you don’t want to lose $477K (-30%) in just 9 days like this trader!
— Spot On Chain (@spotonchain) December 19, 2024
On Dec 10, trader “0x4ec” spent 4.75 $WBTC and 150K $USDC ($1.59M) to buy 60.782B $PEPE, right at the local high.
Just now, after a 17.85% drop (24H), the trader dumped… pic.twitter.com/N41y3zWHBN
جاء ذلك في ذروة ارتفاع عملة الميم هذه، في وقت كانت فيه العديد من العملات الرقمية البديلة تشهد زخماً إيجابي صاعد بدعم من موجة ارتفاع عامة في السوق.
غير أن الصورة سرعان ما تغيرت، إذ تعرضت عملة PEPE لتقلبات سعرية حادة بعد بلوغها أعلى مستوى تاريخي. ومع بدء التراجع، لم يتحلَّ المتداول بالصبر، واختار بيع كامل حصته فوراً خوفاً من استمرار الهبوط. متكبداً خسارة تقدّر بحوالي 477 ألف دولار خلال تسعة أيام فقط. بدلاً من الاحتفاظ بها في مواجهة تصحيح يعدّه بعض المحللين طبيعياً في سوق العملات الرقمية.
تصحيح و تراجع زخم صعود عملة PEPE
ترافقت هذه الخسائر مع تراجع عام في سوق العملات الرقمية، حيث أثرت قرارات الاحتياطي الفيدرالي (FED) الخاصة بخفض أسعار الفائدة بـ 25 نقطة أساس. ومواقف رئيسه حيال احتياطات البيتكوين، على مزاج السوق. وقد هوت عملة PEPE بنحو 11% خلال الساعات الـ24 الأخيرة، لتتداول حالياً حول مستوى 0.00001916 دولار.
وعلى الرسم البياني الأسبوعي، فقدت هذه العملة 24% من قيمتها، لتستقر قيمتها السوقية عند حوالي 8.05 مليار دولار وحجم التداول عند 3.43 مليار دولار.
من جهة أخرى، كشفت بيانات منصة Nansen عن انخفاض عدد المتداولين المُصنّفين ضمن فئة “الأموال الذكية” المحتفظين بـعملة الميم PEPE ، إذ تراجع عددهم من 115 إلى 95 خلال أسبوعين فقط.
يشير ذلك إلى تحرك بعض رؤوس الأموال للخروج من العملة. بحثاً عن فرص أخرى، ربما في عملات ميم كلابية أو أصول رقمية مختلفة.
ورغم هذه التراجعات، يرى عدد من المحللين أن ما حدث ليس سوى تصحيح طبيعي. في ظل ما تشهده السوق من تحركات مفاجئة وغياب اليقين. تبقى الدروس المستفادة من هذه القصة هي أهمية الحذر وتجنب الانجراف وراء موجات FOMO التي قد تكلّف المستثمرين ثروات طائلة.