في أعقاب ارتفاع الدولار المُفاجئ، شهدت بورصات العملات المشفرة الأرجنتينية ارتفاعاً غير مسبوقِ في عمليات شراء العملات الرقمية، حيث كشف مسؤولٌ تنفيذي في شركة كريبتو أرجنتينية، أن المبيعات قد تضاعفت لليوم الثاني على التوالي، ملمحاً إلى الأوقات الصعبة التي تنتظر القطاع.
وفقاً للتقرير الذي نشرته شركة التكنولوجية المحلية، IproUP، فقد بدأ الأرجنتينيون بتنويعِ استثماراتهم وسط مخاوفٍ من فقدان عملتهم لقيمتها بسبب الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
بالإضافة إلى الارتفاع المُفاجئ في عدد عمليات الشراء، كان هناك تحولٌ ملحوظ في توجهات الاستثمار. ففي السابق، كانت الغالبية العظمى من الاستثمارات تتجه نحو العملات المُشفرة المُرتبطة بالدولار مثل (USDT)، بينما نسبةٌ قليلةٌ من المستثمرين تُركز على العملات المُتقلبة مثل البيتكوين.
أما الآن، فقد شهدت عمليات الشراء تساوياً في النسب، حيث بلغت نسبة المهتمين بشراء العملات المُتقلبة 50%.
وعلاوةً على ذلك، أصبح الأرجنتينيون يشترون الدولار "المشفر" بالأسعار الدولية، ويقومون "بتدويره" بين البورصات، آملين حصد بعض الإرباح بفضل تفاوت الأسعار بين المنصات.
وقد تمكن بعض المتداولين، من كسب أرباحٍ بنسبة 2-3 ٪ خلال 10 دقائق فقط من اتباعهم لهذه الخطة.
وبالإضافة إلى ما سبق، شهد سوق العملات المُشفرة في الأرجنتين زيادةً بنسبة 300%، عقب الإعلان عن تطورات السباق الرئاسي، وقد كانت معظم هذه الزيادة من نصيب العملة المستقرة (USDT)، حيث ارتفع عدد المعاملات بنسبة 60 ٪ بين مساء الأحد وصباح الاثنين.
وفي دليلٍ على الاهتمام المتزايد بالعملات المُشفرة، وخاصةً المُستقرة منها، تعطلت بوابة الأخبار "CriptoYa" ليلة الأحد، ويرجع ذلك على الأرجح إلى محاولة المستخدمين تحديث الأسعار باستمرار.
كما شهدت منصات التداول المبنية على منهج "النظير للنظير" (P2P)، مثل "بينانس" و"باكسفول"، نشاطاً أكبر، إذ ازدادات نسب مبيعاتها خمسة أضعاف.
ومع ذلك، واجهت العديد من شركات تداول العملات المشفرة الصغيرة مشكلاتٍ مصرفية، حيث قامت العديد من البنوك بحظر معاملاتها بشكلٍ استباقيّ.
مقالات ذات صلة: البنك المركزي الكولومبي يستكشف إمكانيةِ طرح عملته الرقمية الخاصة ويُعلن عن وجودِ بعض العقبات
يتم الآن تداول العملة المستقرة (USDT)، والتي تُعد الدولار الرقمي المفضل في الأرجنتين، في الأسواق السوداء. وتُعد (USDT) العملة الأكثر شعبية على منصات التداول (P2P)، حيث تُستخدم غالباً لإجراء التحويلات الدولية.
وقد تسبب الطلب المتزايد على العملة وعددها المحدود بالتأثير على أسعار الصرف، وفقاً لما صرح بهِ أحد المُمولين المخضرمين، حيث تعرضُ البورصات المحلية ثلاثة أسعارٍ مُختلفة، بناء على ارصدتها من العملة الافتراضية.
تجدر الإشارة إلى أن العملة المُستقرة (USDT) لم تعد مٌخصصةً فقط للراغبين بالحفاظ على قيمة ممتلكاتهم، حيث بدأت الشركات المقيدة من قبل البورصات الأجنبية، باستكشاف كيفية الاستفادة من العملة.